في ظل الاضطرابات التي سببتها الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على السيارات المستوردة، بدأت شركات السيارات حول العالم بإعادة النظر في استراتيجياتها التسعيرية، حيث من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع أسعار السيارات تدريجيًا. ومع ذلك، اختارت نيسان أن تسلك مسارًا مختلفًا – على الأقل في الوقت الحالي.
أسعار ثابتة حتى يونيو
وفقًا لتقرير نشره موقع Automotive News، أعلنت نيسان أنها ستُبقي أسعار سياراتها كما هي حتى تاريخ 2 يونيو على الأقل. يأتي هذا القرار نتيجة توفر مخزون كافٍ من السيارات المستوردة مسبقًا قبل تطبيق الرسوم الجديدة، مما يمنح نيسان مساحة للمناورة قبل أن تضطر إلى رفع الأسعار. وبذلك تنضم نيسان إلى قائمة محدودة من الشركات التي قررت تثبيت الأسعار مؤقتًا، ومن بينها هيونداي التي تعهدت بعدم رفع الأسعار حتى يونيو، وبي إم دبليو التي ستُبقي أسعارها ثابتة حتى 1 مايو – رغم أن بعض الطرازات شهدت بالفعل زيادات طفيفة.
توسيع الإنتاج المحلي… خطوة استراتيجية
واحدة من أوراق القوة لدى نيسان هي منشآت الإنتاج داخل الولايات المتحدة. تُنتج الشركة طرازات مثل روج، وباثفايندر، ومورانو، وفرونتير محليًا، حيث تُصنع الثلاثة الأولى في مصنع “سميرنا” بولاية تينيسي، بينما يتم تصنيع فرونتير وألتيما في مصنع “كانتون” بولاية ميسيسيبي. وتهدف نيسان إلى زيادة إنتاج هذه الطرازات خلال العام المقبل لتعزيز الحماية من تقلبات الرسوم الجمركية.
سيارة روج، التي تُعد الأكثر مبيعًا لدى نيسان بـ 245,724 وحدة مباعة في العام الماضي، تحظى بأولوية قصوى في خطة التوسع، يليها كل من باثفايندر وفرونتير، اللتان تحتلان المركزين الرابع والسادس في قائمة مبيعات الشركة. أما ألتيما، ثالث أكثر سيارات نيسان مبيعًا، فتُصنع أيضًا في الولايات المتحدة، ما يمنحها حماية مماثلة من تأثير الرسوم.
تحديات قائمة على المدى البعيد
ورغم هذه الخطوات الإيجابية، ما تزال نيسان معرضة لتأثير الرسوم الجمركية، خاصة بالنسبة للطرازات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة. سيارات مثل سنترا وكيكس، اللتان تحتلان المركزين الثاني والخامس في مبيعات الشركة، تُصنعان في المكسيك، وبالتالي أصبحتا ضمن نطاق الرسوم الجديدة. وبما أن هذين الطرازين يُصنفان ضمن فئة السيارات الاقتصادية، فإن أي ارتفاع في الأسعار قد يُؤثر بشكل كبير على قرارات الشراء لدى العملاء.
كما تُنتج نيسان عددًا من الطرازات الأخرى في اليابان، بما في ذلك السيارات الكهربائية مثل أريا، والسيارات الرياضية مثل زد وGT-R، بالإضافة إلى الـSUV الكبيرة أرمادا، ما يضع هذه الطرازات أيضًا تحت خطر ارتفاع الأسعار مستقبلًا.
خلاصة
رغم التحديات التي تفرضها الرسوم الجمركية، تسعى نيسان للحفاظ على استقرار أسعارها في الوقت الراهن، مع خطة مدروسة لتوسيع الإنتاج المحلي لمواجهة التأثيرات المستقبلية. ومع اقتراب شهر يونيو، قد تشهد السوق تحركات جديدة ستحدد ما إذا كانت نيسان ستتمكن من مواصلة هذا النهج أو ستكون مضطرة لتعديل استراتيجيتها التسعيرية.